محاضرة القدس في العهد العباسي

القدس في العهد العباسي

محاضرة القدس في العهد العباسي

(فيديو المحاضرة في الأسفل )

القدس في عهد الخلفاء العباسيين

 

بقدوم العباسيين عام (750م) حظيت مدينة القدس باهتمام زائد قياسا بالمدن الأخرى لوجود المقدسات الإسلامية فيها وفي مقدمتها المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة .فقد زارها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور مرتين ، الأولى بعد عودته من الحج 758م ، وفيها أمر هذا الخليفة بإعادة بناء المسجد الأقصى الذي تهدمت أجزاء من شرقيه وغربيه نتيجة هزة أرضية تعرضت لها المدينة 748م. ولما وجد الخليفة المنصور أن إصلاح المسجد الأقصى يحتاج إلى مبلغ كبير من المال أمر بخلع الصفائح الذهبية والفضية التي كانت على أبواب المسجد فخلعت وضربت دنانير ودراهم أنفقت على عمارة المسجد . وزار الخليفة المنصور بيت المقدس مرة ثانية 771م وتبعه في زيارة المدينة خليفته المهدي 778م الذي أمر بإجراء إصلاحات كبيرة في المسجد الأقصى وزاد في عرضه وأنقص طوله بعد تعرضه لهزة أرضية ثانية 771م .

 

  1. القدس في عهد الخليفة هارون الرشيد (776-808م)

تعد فترة الخليفة هارون الرشيد أهم فترات التاريخ العباسي بالنسبة لمدينة القدس ، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي من خلال العلاقة مع الدولة الرومانية المقدسة التي كانت على اتصال مع النصارى الموجودين في بيت المقدس .
ففي خلافة الرشيد 792م شهدت فلسطين بما فيها القدس فتن وأحداث بين القيسية واليمنية راح ضحيتها أعداد كبيرة من الناس وتكررت هذه الفتن بين قيس ويمن 796م مما دعا هارون الرشيد إلى إرسال جعفر البرمكي إلى بلاد الشام للقضاء على صراع القبائل ، وتمكن في نهاية الأمر من فرض الأمن وطاعة الناس له .

 

02998-300x182 محاضرة القدس في العهد العباسي

رسم تخيلي لهارون الرشيد وهو يستقبل وفد شارلمان بريشة يوليوس كوركت 1846

 

وشهدت فترة خلافة هارون الرشيد علاقة حسنة بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية الرومانية المقدسة بقيادة الإمبراطور شارلمان ، ومما ساعد على قيام هذه العلاقة المراسلات التي أجراها بطاركة مدينة القدس مع شارلمان مما كان له أحسن الأثر على سكان المدينة من النصارى الذين زاد اهتمام المسلمين بهم ومنحهم امتيازات جديدة ، حيث سمح لمجموعة من الرهبان إقامة مؤسسات دينية واجتماعية جديدة في القدس لخدمة الحجاج فيها ، كإقامة نزل على جبل الزيتون وبناء مكتبة وبيمارستان (مستشفى) لرعاية الحجاج النصارى الذين يفدون لزيارة القدس .

 

 

وكانت معاملة هارون الرشيد لجميع النصارى في الدولة الإسلامية معاملة حسنة ، وجرت العادة أيام هذا الخليفة أن يخرج النصارى يوم عيد الفصح في موكب كبير وهم يحملون الصلبان بأيديهم ، وسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة .

 

ولكن في الوقت نفسه ، كان على النصارى الالتزام بما فرضه الإسلام عليهم من تبعات ، لذلك كان هارون الرشيد يلزمهم بلبس الزنانير وأن تكون قلانسهم مضروبة وأن يخالفوا المسلمين في هيئتهم في لباسهم .

 

 

القدس في عهد الخليفة المأمون:

 

في أثناء حكم هذا الخليفة كانت المدينة المقدسة في أوائل القرن التاسع الميلادي قد تعرضت لهزة أرضية تهدم بسببها المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة ، فأمر المأمون عام 825م بإعادة تعميرها وإجراء إصلاحات واسعة للمباني الدينية الأخرى في مدينة القدس . وتخللت عمليات الإصلاح استبدال اسم الخليفة عبد الملك بن مروان الباني الحقيقي للمسجد باسم الخليفة المأمون ، إلا أن ذلك تم اكتشافه ، لأن تاريخ تأسيس المسجد بقي كما هو عام 72هـ /691م.

 

ويكتب للخليفة المأمون أنه أعطى للنصارى في بيت المقدس إذنا يقضي بالسماح لهم بالقيام بإجراء الإصلاحات اللازمة في كنيسة القيامة .

 

المصدر / مقرر تاريخ القدس – جامعة القدس المفتوحة

تابعوا الأن محاضرة القدس في العهد العباسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *